Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

الكويكبات بين المريخ والمشتري ....الأدب العلمي العدد السابع والعشرون





أ.د. طالب عمران 
  
منذ القديم والإنسان يتأمل السماء مستكشفاً ، يجوس بعينيه هذا المد الطاغي من النجوم والمذنبات يفترض النظريات ، ويجري الحسابات ولا يتمكن من التحقق من صحتها.. لذلك تتغيّر أغلب هذه النظريّات مع الزمن .. خاصّة تلك النظريات التي لا يتحكّم بها المنطق الرياضي.. لقد قدّم العرب الكثير من الإنجازات في علم الفلك إبان حضارتهم العربيّة الإسلاميّة ، مثل إنجازات البيروني وأبناء موسى بن شاكر الذين قاسوا محيط الأرض بدقّة مدهشة.. وقدّم ابن الشاطر الدمشقي نظريّته المذهلة في مسارات الكواكب قبل البولوني كوبرنيكوس بزمن طويل .. كما كان للعرب جداول رصد وخرائط فلكيّة ، وسمّوا العديد من النجوم والتجمّعات النجميّة ، التي بلغ عددها نحو المائتين .. واعترافاً بفضل العرب أطلقت أسماء بعض فلكييهم على مشاريع وقاعات وأمكنة ..فقد أطلق اسم البتّاني على مكان في بحر الهدوء على القمر . كما أطلقوا اسم البيروني على بعض القاعات في المعاهد الفلكيّة الأمريكيّة.. عرف العرب المذنّبات ووصفوها في كتاباتهم وحكوا عن النيازك والشهب وعن حركات الشعرى اليمانيّة التي تبعد عن الأرض نحو عشر سنوات ضوئيّة ..

كان العرب يعتمدون على الرصد المباشر والمتابعة ، ويسجّلون ملاحظاتهم ..وطوّروا العديد من آلات الرصد .. وبنوا المراصد في دمشق وبغداد ومراغة والرقّة .. ولعلّ الإسطرلابات العربيّة هي الدعامة الرئيسيّة في تصميم المراصد الجباّرة الآن ..

في 21 آب 1609 أعلن غاليليو عن أول منظار علمي في التاريخ ، مؤكداً به صحة نظرية مسارات الكواكب ) وهي لابن الشاطر قبل أن تكون لكوبر نيكوس (. من أن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية والكواكب تدور حولها ، فاكتشف أربعة توابع للمشتري ، وأضاف بذلك مستندات هامة رفعت علم الفلك ، ووطدت مكانته بين العلوم الأخرى .

ويمضي الزمن والتحسينات تتتابع على منظار ) غاليليو، وتقام المراصد الضخمة ، التي تحوي أكبر التلسكوبات ، تمسح الفضاء الرحب ، وترينا نجوماً على بعد ملايين السنوات الضوئية .. فهناك تلسكوب مرصد ) بالومار ( الذي يعتبر من أضخم تلسكوبات العالم ، إذ يرينا نجوماً على بعد ( 2000 ) مليون سنه ضوئية  . وهي مسافة أكبر من أن يتصورها العقل البشري . وكما تتشابه مجموعة الكواكب ) الأرض  عطارد  الزهرة  المريخ  بلوتوزينا - الكوكب العاشر ( وعدد كبير من أقمار الكواكب.. تتشابه أيضاً كواكب ) المشتري  زحل  أورانوس  نبتونفي خواص عديدة كالكثافة ، والحجم، والتكوين ، وتعدد التوابع ، إضافة إلى أنها تدور حول محاورها في أزمنه متقاربة ، كما أنّها من تكوين سائل غازي . وهي إضافة لذلك شديدة الضخامة ، لذلك تسمّى بالكواكب العمالقة ، وأضخمها المشتري الذي يطلقون عليه لقب ملك كواكب المجموعة الشمسيّة.. 


مجلة الأدب العلمي العدد السابع والعشرون         تحت المجهر 

0 comments: